متى تُنفخ الروح في الجنين
الروح هي من أمر الله – تعالى – ولا يعرف طبيعتها وكيفية ارتباطها بالجسد غير الله. فقد قال الله – تعالى -:(وَيَسأَلونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِن أَمرِ رَبّي وَما أوتيتُم مِنَ العِلمِ إِلّا قَليلًا) .وينبغي أن نوضح بعض النقاط المتعلقة بما ذكر سابقا
- أوّلاً: ذهب بعض العلماء المعاصرين إلى الاعتقاد أن روح الجنين تظهر بعد أربعين يومًا، وقد وجدوا دليلاً يدعم هذا الزعم.
- أوّلهما: ليس هناك دليل شرعي واحد من القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيحة يؤكد أن نفخ الروح في الجنين يحدث فقط بعد أربعة أشهر.
- ثانيهما: أنّ لفظ (مِثْلَ ذلكَ) ما مضى من عمري وعمرتي في مدينة ومكة ما مضى لا أعلم ما في تلك المدينتين من بلد أحب إلي منهما.(ثُمَّ يَكونُ في ذلكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكونُ في ذلكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذلكَ) .المقصود هو شيء آخر تمامًا وليس المثلية في الهمتانة والوقت.
- ثانياً: قبل أن تنفخ الروح فيه، لا يُعد الجنين كائناً بشرياً، بل هو إحدى الكائنات التي خلقها الله تعالى وتتطور وتستعد لنفخ الروح فيها لتصبح بعدها بشراً. وهذا ينطبق سواء كان نفخ الروح يحدث بعد مرور أربعين يوماً أم بعد أربعة أشهر.
- ثالثاً: حكم استلحاق الجنين في حالة النزاع وواجب تحمل المصروفات على الحاملة المطلّقة، لا يتم إلا بعد تنفخ الروح فيه.
- رابعاً: عندما يتم قدرة الطفل على التكوّن في رحم أمه قبل أربعة أشهر، فإن ظهور الجنين في هذه الفترة لا ينفي حقيقة أن تنفخ الروح فيه يحدث بعد أربعة أشهر، لأن تنفخ الروح يتم بعد عملية التكوين.
- خامساً: ذهب الصحابي عبد الله بن عباس -رضيَ الله عنه- والإمام أحمد -رحمه الله- إلى إيمان بأن نفخ الروح في الجنين يحدث فقط بعد مرور أربعة أشهر وعشرة أيام.
يتعلق بقرار الحكم على عملية الإجهاض بعد تشكيل الروح في الجنين.
توافق العلماء على أن إسقاط الجنين بعد نفخ الروح فيه بدون عذر يعتبر محظورًا، وذلك بسبب الضرر الذي يلحق بحياة كائن حي وقتله بدون حق. والشخص الذي يقوم بهذا الفعل يعتبر آثمًا شرعيًا ويجب أن يعاقب عليه، وقد استدل العلماء على ذلك بما يلي: وقد استدلوا على ذلك بما يلي:
- قال الله -تعالى-: (وَلا تَقتُلُوا النَّفسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلّا بِالحَقِّ) .
- قال الله -تعالى-: (وَلا تَقتُلوا أَولادَكُم خَشيَةَ إِملاقٍ نَحنُ نَرزُقُهُم وَإِيّاكُم إِنَّ قَتلَهُم كانَ خِطئًا كَبيرًا) .
- صرح النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – بالقول التالي:(اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ) ،
إذا كان إجراء إجهاض الجنين بعد روحه يتم لأسباب طبية وعلاجية، مثل خطر حياة الأم، فإنه جائز بشرطين:
- أوّلاً: أن الإبقاء على الحمل قد يشكل تهديدًا كبيرًا لحياة الأم، ففي مثل هذه الحالة التي يتعارض فيها وجود الجنين ووجود الأم، كان الحفاظ على حياة الأم الأولوية والأهمية القصوى. توجد ثلاثة أسباب لذلك:
- أوّلها: في الواقع ، يعتبر الأصل الأهم من الفرع ، حيث أن الأم هي الأصل والجنين هو الفرع.
- ثانيها: يعتبر أن حياة الأم مؤكدة ومضبوطة، وذلك بالمقابل لحياة الجنين التي تثير الشكوك.
- ثالثها: حفظ حياة الأم يسبب أضرارًا أكبر، إذ يعتبر وفاة الأم أكثر خطورة من وفاة الجنين.
- ثانياً: بعد أن يتم شرح للأم الحامل بأن إبقاء الحمل يمكن أن يتسبب في وفاتها ووفاة الجنين، فإنها توافق على إجراء إجهاض الجنين.
مقالات مقترحة
نرشح لك قراءة هذه المقالات:
موعد إعلان القائمة النهائية لمرشحي جائزة الكرة الذهبية 2023
يوم المعلم 2023 – أفكار هدايا بمناسبة يوم المعلم
حكم الاحتفال باليوم الوطني عثمان الخميس – هل الاحتفال باليوم الوطني حرام؟
هل الهلال يشارك في كاس العالم للاندية 2023
من هي زوجة رياض محرز؟!.. تفاصيل كاملة -رياض محرز 2023
حقوق الجنين في الشريعة الإسلامية
أكّدت الشريعة الإسلامية للجنين حقوقاً عديدة، وتنقسم إلى قسمين وفقًا للبيان التالي:
حقوق الجنين قبل تخلّقه
يمنح الإسلام الجنين حقوقًا كثيرة قبل تكوينه، وبعضها يشمل ما يلي:
- التّخيّر للنّطفة
للجنين حقه في وجود والدين صالحين قادرين على العناية به واهتمامه بشؤونه وتربيته بطريقة صحيحة ومتساوية.
- حماية الجنين من عبث الشّيطان
من حق الجنين أن تكون له الحماية من أبويه ضد المؤامرات والتصرفات الشريرة للشيطان أثناء وجوده في الرحم، ويتم ذلك عن طريق اتخاذ الإجراءات اللازمة التي نصح بها الإسلام والرسول لتحقيق هذا الهدف.
حقوق الجنين بعد تخلّقه
توصل العلماء إلى اتفاق مشترك بشأن تأكيد وجود العديد من حقوق الجنين بعد تكوينه، ومن بين هذه الحقوق نذكر ما يلي:
- حق الجنين في الحياة
تُعَدُّ حقَّ الجنين في الحياة أولَ الحقوقِ وأهمِّها، حيثُ إنَّ بقيَّةَ الحقوقِ تَعْتَمِدُ عليهِ ويَتَوَقّفُ نَفاذُهَا على وجودِهِ، وحِفْظُ هذا الحقِّ للجنينِ يَقَعُ على عاتِقِ الأبوين، فلا يُسَمِحُ لأَحْدِهِمَا أَوْ كِلاهُمَا بالإعتداء على الجنينِ وَإِسْقَاطِهِ، وَلا يُسَمَّحُ لِلأُمِّ بتناولِ ما يلحق الضَّرَرَ وَالأَذى بهِ؛ كتعاطي المخدراتِ والمُسَكِراتِ، كما يَجِبُ عَلى المُرأةِ المبادرةَ والإِسراعَ في مُعَالَجَةِ نَفْسِهَا حالَ المَرَضِ، وَتَجْنُبِ الإرهاقِ النفسيِّ والتعبِ، وَكُلَّ ما كانَ مِنْ شَأنِهِ أَنْ يَلحَقَ بهِ نَوْعاً مِنَ الأَذَى، وَتُجِدُ الإشارَةُ إلى أَمْرينِ:
-
- أوّلهما: أعطى الله -تعالى- الإذن للنساء الحوامل بأن يقومن بالإفطار في شهر رمضان إذا كانت خائفة ومشكوكة في سلامة الجنين، مع شرط دفع الفدية والقضاء.
- ثانيهما: لا تكن الشفقة والرحمة تجاه الجنين المشوه بعد إنتهاء تكوينه وسقوطه، بل ابدي المزيد من الحب و العطف و العناية by والديه و أقاربه بالذات لأن الإسلام لا يفرق بين قتل المُحسن و القتل بالقسوة. قال تعالى -تعالى لم يذكره بالاسم في السطور-(وَلا تَقتُلُوا النَّفسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلّا بِالحَقِّ) .
- حق الجنين في الحفاظ على صحة الجسد والروح
وجب الإسلام على الأم الحامل أن تهتم بكل ما يحفظ صحة وعافية الجنين على المستوى الروحي، حيث يجب أن تتناول الطعام الحلال فقط، وتتبع نظام غذائي صحي ومتكامل، وتمتنع عن القيام بأي شيء قد يؤدي إلى إجهاض الجنين أو التخلص منه بدون أسباب طبية.
- حق الجنين في النسب من أبيه
عندما تتوفر شروط النسب، يتم تثبيت نسب الجنين من والده.
- حقّ الجنين في الإرث
عندما يثبت للجنين حقه في الإرث إذا وُجد سبب يستحقه وكان يفي بشروطه.
- حقّ الجنين في الوصيّة له
عندما يتم التأكيد على حقّ الجنين في الحفاظ على صحته.
- حقّ الجنين في الوقف
أذنت المذاهب الحنفية والمالكية بالوقف على الجنين بسبب تشابهه بالوصية، أما المذهب الشافعي فقد اعتبر أن ذلك غير جائز لأن الوقف يتم الالتزام به على الفور بخلاف الوصية. أما المذهب الحنبلي فقد اعتبر أن الوقف على الجنين غير جائز بمحض الأصل لأنه تمليك وهذا لا يجوز إلا بالوراثة أو الوصية. ولكن إذا كانت الوقفة على شخص يجوز الوقف عليه، مثل الأطفال وكان الجنين من ضمنهم فهذا جائز.
